المدونة

Female Genital Mutilation
Featured

تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية

 

تنطوي عملية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على كل الإجراءات الجراحية التي تتضمن إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى جزئيًا أو كليًا، أو أي جراحة أخرى في الأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية1. ومن الناحية العلمية، لا تعود هذه الجراحة بفائدة صحية لا على النساء ولا على الفتيات، كما أن من شأنها أن تفضي إلى الإصابة بنزيف حاد ومشكلات في التبول. وفي مراحل لاحقة من حياة من خضعت لهذه العملية، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات أخرى من قبيل ظهور الكيسات والعدوى، والمشكلات التي تصاحب الولادة، وكذلك زيادة خطر وفاة الرضع، وما هذه إلا بدايات الآثار الجسمانية، حيث يمكن أن يتسبب الإجراء الجراحي في إحداث صدمة نفسية وآثار عقلية لدى الضحايا.

ينقسم تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية إلى أربعة أنواع رئيسية2:

  • النوع الأول - قطع البظر: وهو الإزالة الجزئية أو الكلية لبظر المرأة، وفي حالات قليلة تُزال القلفة منه فقط.
  • النوع الثاني – الاستئصال: الإزالة الجزئية أو الكلية لبظر المرأة والشّفرين الصغيرين، مع إزالة الشّفرين الكبيرين أو دون إزالتهما.
  • النوع الثالث - التَبْتيك: وهو تضييق فتحة المهبل من خلال وضع طبقة تغطية، والتي توضع عن طريق قطع وإعادة وضع الشّفرين الداخليين أو الخارجيين مع إزالة بظر المرأة أو دون إزالته.
  • النوع الرابع - أخرى: يتضمن أي من الأشكال الأخرى للجراحات الضارة بالأعضاء التناسلية الأنثوية والتي لا تكون لأغراض طبية، مثل وخز المنطقة التناسلية، وثقبها، وشقها، وكشطها، وكيِّها.

 

وبغض النظر عن كيفية ممارسة هذا الإجراء، لا يزال تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية انتهاكًا لمبادئ حقوق الإنسان العالمية3، فهو ينتهك المبادئ الأساسية للمساواة وعدم التمييز على أساس الجنس، كما أنه يتعارض مع الحق في عدم التعرض للتعذيب، والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وينتهك الحق في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة، والحق في السلامة البدنية، وحقوق الطفل أو المرأة، بل إنه في أسوأ الأحوال ينتهك الحق في الحياة. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال عمليات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية قائمة في عدد من البُلدان حول العالم، حيث تُشير التقديرات إلى أن هناك 200 مليون فتاة وامرأة في جميع أنحاء العالم تعرضن لأحد أشكال تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية3.

 

للوصول إلى إحاطة أفضل بشأن كيفية وقف ممارسات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، يجب أولاً إدراك الأسباب الدافعة لتلك الممارسات في المقام الأول. تُجرى تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب ثقافية، ودينية، واجتماعية متعددة داخل العائلات والمجتمعات، ويسود اعتقاد خطأ بأن هذه العملية تكون لمصلحة الفتاة، كأن تكون للتحضير للزواج، أو للحفاظ على عُذريتها4. ويعتقد البعض الآخر أن إجراء هذه العملية من شأنه أن يحد من الرغبة الجنسية لدى المرأة، ومن ثَمَّ سيساعدها هذا على مجاهدة الممارسات الجنسية "غير المشروعة"5. كما تعتقد بعض الثقافات خطأً أن المرأة "السليمة" نجسة أو مدنسة، وأن عليها الخضوع للعملية لتعزيز الجمال والطُهر6.

لحُسن الحظ، انخفض مُعدل انتشار تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على مستوى العالم على مدى الأعوام الخمس والعشرين الماضية7، حيث تقل احتمالية خضوع الفتاة لعملية تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل 30 عامًا. ومع ذلك، قد يكون الحفاظ على هذه المُعدلات في مواجهة الكوارث الطبيعية والأوبئة أمرًا صعبًا للغاية. ووفقًا للمعدلات الحالية، فهناك ما يُقدر بنحو 68 مليون فتاة تواجه خطر التعرض لهذه العملية بحلول عام 20308. وعلى الرغم من إمكانية القضاء التام على هذه الممارسات الضارة والمؤذية، إلا أن هناك حاجة إلى بناء علاقات مستدامة مع الرجال والشباب للمساعدة على تعجيل بلوغ هذا الهدف. يجب حماية الأجيال المقبلة من النساء والفتيات من هذه الممارسات الضارة، حيث إن الجهود الهادفة إلى ضمان سلامة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم جاءت متأخرة.

 

المراجع

1. Female genital mutilation. (n.d.). Retrieved February 27, 2023, from https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/female-genital-mutilation

2. Female genital mutilation. (2016, April 11). UNFPA Egypt. https://egypt.unfpa.org/en/node/22544

3. What is female genital mutilation? (n.d.). Retrieved February 27, 2023, from https://www.unicef.org/stories/what-you-need-know-about-female-genital-mutilation

4. Female genital mutilation (FGM). (2017, October 18). Nhs.Uk. https://www.nhs.uk/conditions/female-genital-mutilation-fgm/

5. Female Genital Mutilation (FGM). (n.d.). Equality Now. Retrieved February 27, 2023, from https://www.equalitynow.org/female-genital-mutilation/

6. The reasons given for FGM: Culture and tradition. (1998). Womens Health Newsletter, 36, 7.

7. United Nations. (n.d.). International Day of Zero Tolerance for Female Genital Mutilation. United Nations; United Nations. Retrieved February 27, 2023, from https://www.un.org/en/observances/female-genital-mutilation-day

8. What is FGM? (n.d.). End FGM. Retrieved February 27, 2023, from https://www.endfgm.eu/female-genital-mutilation/what-is-fgm/

Change Language