المدونة

المرأة في الإسلام
Featured

المرأة في الإسلام

يعمد الكثير من الناس، بشكل خاطئ، إلى الخلط بين الإسلام وكراهية المرأة وقمعها، لا سيما عند طرح موضوع مثل المرأة في الإسلام أو المرأة المسلمة. تميل هذه القوالب النمطية المسيئة إلى الخلط بين الإسلام والممارسات الثقافية البالية منذ قرون. في الحقيقة، فشل معظم هؤلاء الأشخاص في الاعتراف بحقيقة أن الإسلام مكّن النساء بحقوق منفتحة للغاية بالنسبة لزمنها منذ القرن السابع1. فالمرأة في الإسلام ليست أقل شأنًا، أو غير متكافئة مع الرجل.

عند النظر إلى المرأة في الإسلام، وعلى الأخص، في النصوص القرآنية، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن السياق مهم تمامًا؛ لأن الظروف التي كانت سائدة في تلك الأوقات التي نزلت فيها هذه الآيات تختلف كثيرًا عن الظروف في هذه الأيام وهذا العصر. إليكم مثالاً على ذلك. يُستشهد بالآية 282 من سورة البقرة بشكل شائع للادعاء بأن الرجال لهم الأفضلية في الإسلام. يقول الله في كتابه:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ... فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى2". (البقرة: 282)

إذا ما أخذنا هذه الآية في سياقها، فالمفهوم منها هو أن شهادة المرأة لا تساوي شهادة الرجل، وقد نزلت هذه الآية في زمان لا تنخرط فيه النساء في المجال العام ولم يكنَّ يمتلكن الخبرة في الأعمال، ومن ثم فلا ينبغي استخدام الآية في إثبات عدم وقوف المرأة على قدم المساواة مع الرجل عمومًا في الإسلام3.

من المهم الإشارة إلى أن المرأة المسلمة كانت تتمتع بحقوق معينة عجزت المرأة الغربية عن اكتسابها حتى أوائل القرن التاسع عشر. فعلى سبيل المثال، كانت أي ممتلكات للمرأة الإنجليزية تنتقل تلقائيًا إلى زوجها بمجرد الزواج حتى عام 18824، ولكن المرأة المسلمة دائمًا ما كانت تحوز أصولها وممتلكاتها وحدها. بل تمتعت المرأة المسلمة بالحق في إضافة شروط معينة في عقود الزواج، كالحق في طلب الطلاق حال اتخاذ زوجها ضرة لها. وجدير بالذكر أن المرأة المسلمة في الكثير من الدول تحتفظ باسمها الأخير ولا تُسمى باسم زوجها بعد الزواج.

بالإضافة إلى السالف الذكر، ففي القرآن ذكر صريح للمساواة بين الرجل والمرأة أمام الله. فعلى سبيل المثال، القرآن الكريم يخص وأد البنات بالتحريم، وهو ما كان منتشرًا بين عرب الجاهلية في عصر ما قبل بزوغ الإسلام. كما ينص القرآن على ضرورة تعليم البنات كما الأولاد. ويؤكد القرآن على حق المرأة في رفض من لا تقبله من المتقدمين للزواج منها، كما يمنحها حقوقها في حال طلاقها من زوجها. وكما هو مذكور آنفًا، فإن القرآن يمنح المرأة الحق في إرث التركة.

وبصورة عامة، يمكن الخلوص إلى أن هناك الكثير من أوجه سوء الفهم بشأن المرأة في الإسلام، وأغلبها بسبب غياب الوعي الصحيح بالدين والخلط ما بين الثقافة والدين دون التفريق بينهما. غالبًا ما يتم تصوير المرأة المسلمة على أنها ضحية للكبت، على الرغم من أنها في أغلب الأوقات تتمتع بحقوق لم تكن لتحصل عليها في غير الدين الإسلامي. ولكن تظل هناك مشكلة وجود الشخصيات الدينية التي تحمل الآيات القرآنية على غير معناها في سياقها، ومن ثم توجِّهها ضد المرأة المسلمة. وطالما اتُبعت أصول الإسلام وآيات القرآن الكريم، فلا شك أن المرأة المسلمة بهذا ستستمر في تمتعها بالحريات والحقوق التي كفلها لها الإسلام.

 

المراجع

1. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.. (n.d.). Women in Islam. Facts about the Muslims & the Religion of Islam - Toll-Free Hotline 1-877-WHY-ISLAM. Retrieved February 27, 2023, from https://www.whyislam.org/statusofwomen/

2. Surah Al-Baqarah—1-286. (n.d.). Quran.Com. Retrieved February 27, 2023, from https://quran.com/al-baqarah

3. Kharroub, T. (2022, November 22). Five things you need to know about women in Islam: Implications for advancing women’s rights in the Middle East. Arab Center Washington DC. https://arabcenterdc.org/resource/five-things-you-need-to-know-about-women-in-islam-implications-for-advancing-womens-rights-in-the-middle-east/

4. Global Connections. Roles of Women | PBS. (n.d.). Retrieved February 27, 2023, from http://www.pbs.org/wgbh/globalconnections/mideast/questions/women/

Change Language